The Single Best Strategy To Use For التسامح والعفو



كم نعْفو عنِ الخادمِ؟ ثم أعاد عليه الكلامَ فصمَت، فلما كان الثالثةَ قال: اعفُ عنه كلَّ يومٍ سبعينَ مرةً".[٨]

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلى النبي ﷺ يَطْلُبُ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ؟ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا وَلا أَجْمَلْتَ، فَغَضِبَ الْمُسْلِمُونَ، وَقامُوا إِلَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ كُفُّوا، ثُمَّ قَامَ وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَأرْسَلَ إِلَيْهِ ﷺ، وَزَادَهُ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ أَهْلٍ وَعَشِيرَةٍ خَيْرًا.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ ﷺ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ ﷺ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ ﷺ، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ ﷺ وهو يقولُ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ».

قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ).

العفو فعل خارجي يتمثل في إسقاط العقوبة أو الإنتقام بعد وقوع الإساءة، ويتطلب العفو هنا موقفًا محددًا يتم من خلاله التغاضي عن العقوبة.

تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة موقع النجاح نت أضف تعليقاً

وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ . وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ] [٨].

التسامح في اللغة: مصدرٌ للفعل الرباعيّ سامح، يسامح، والذي هو من الفعلِ الثلاثي، سمح، ويعني: الجودُ، والكرم، والمُسامحة تعني: المُساهلة، وتسامحوا: تساهلوا، وتأتي بمعنى السُهولة والانقياد.

إن التسامح والصفح والعفو سبيل إلى المودة والألفة بين أفراد المجتمع.

العفو لا يعني التخلي عن العدال بل يُسهم في إصلاح العلاقات وتحقيق العدالة بشكل أعمق، فعندما يتجاوز الشخص عن الخطأ بهدف الإصلاح، فإنه يُساعد المخطئ على إدراك خطأه والتوبة، وبذلك يُسهم في تعزيز القيم الأخلاقية وتحقيق العدالة بشكل بناء.

ويقصد بالعفو أن يعفو الإنسان عن عقاب من يستحق العقاب، مع أن لديه القدرة على فرض العقاب عليه، أما التسامح في الإسلام فيقصد به التسامح عن الإساءة الموجهة، بمعنى الابتعاد عن رد الإساءة، ومن نور التعرفين السابقين يتضح وجود تشابه كبير بين العفو والتسامح، وتتمثل أوجه التشابه في التسامح والتسهيل والتيسير والتجاوز، وتطهير القلب من أي حقد أو كره.

تسامح نبيّ الله يوسف مع إخوتِه الذين ألقوهُ في البئر: لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

بالتسامح والعفو تُؤخذ العِزَّة والانتصار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ ][١٤].

إن التسامح خُلُقٌ عام وشامل تندرج تحته عدَّة أخلاقٍ سامية أخرى، ومن أهمها: الرحمة والعفو والصَّفح عن المسيئين عند المقدرة، والتعاطف، والرأفة، والإحسان والعدل، والسّلام - الذي هو الشِّعار الأوَّل للمسلمين والإسلام -، وعدم التَّشدُّد والاعتدال، ونبذ التزمت والتَّعصُّب في الامارات مختلف صوره الجاهلية كلِّها؛ مثل التعصب للجنس، أو النسب، أو اللون، أو اللغة، أو غيرها من التصرفات الجاهليّة، وقد ربط النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم بين أصل الدِّين الإسلامي والسماحة، فقد ذكر النبي في العديد من الأحاديث النبوية السماحة وَصْفًا مُلازمًا للدين الإسلامي؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ][٩]، والمقصود أن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة حنيفيَّة، أي: تميل عن الباطل إلى الحق، وهي رسالة سمحة؛ أي يسيرة سهلة؛ فكل حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاداته وتشريعاته تقوم على السماحة واليُسر والتخفيف على الأمة.[١٠]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *